قلق الامتحانات
في كل عام، مع اقتراب موسم الامتحانات، يعاني عدد كبير من الطلاب من مشاعر شديدة من الخوف والقلق قد تتجاوز الطبيعي لتؤثر على نومهم وشهيّتهم على الطعام وتركيزهم وأدائهم.
يعرف هذا الأمر بـ "قلق الامتحانات"، وهو حالة نفسية معروفة، قد تصل في بعض الحالات إلى اضطراب قلق حاد.
ما هو قلق الامتحانات؟
يُصنف قلق الامتحان كنوع من قلق الأداء أو قلق المواقف.. ويجمع بين:
*القلق المعرفي: أفكار سلبية عن الأداء والخوف من الفشل.
**القلق الجسدي: أعراض جسدية مثل التعرّق، خفقان القلب، توتر العضلات، وغثيان.
***القلق السلوكي: تجنب الدراسة، فقدان التركيز، أو حتى الانسحاب من الامتحان.
أعراض قلق الامتحانات
1. نفسية / معرفية:
أفكار مثل: "سأفشل"، "أنا غبي"، "لا أستطيع تذكر شيء".
نسيان المعلومات بسهولة.
شرود ذهني وعدم تركيز.
كره الدراسة أو الامتحانات.
2. جسدية:
تسارع ضربات القلب.
تعرّق مفرط.
آلام في المعدة.
صداع أو أرق.
3. سلوكية:
تأجيل الدراسة (مما يزيد القلق لاحقا).
أداء أقل من المتوقع رغم التحضير الجيد.
نوبات بكاء أو غضب.
ما السبب وراء قلق الامتحانات؟
فإن قلق الامتحان ينتج تداخل عدة امور مثل:
*الاستعداد البيولوجي للقلق (فرط نشاط الجهاز العصبي الودي).
**تجارب سابقة سلبية مع الامتحانات.
***ضغط عالٍ من البيئة المحيطة (الأهل/المدرسة).
****تقدير ذات منخفض أو خوف مرضي من الفشل.
كيف يمكن التعامل مع قلق الامتحانات؟
1. على مستوى الطالب:
*تنظيم الوقت: جدول دراسة أسبوعي يقلل التشتت.
**تقنيات الاسترخاء: تنفّس عميق، استرخاء عضلي تدريجي.
***تحويل الأفكار السلبية: من "سأفشل" إلى "سأبذل جهدي".
****نظام نوم منتظم وتغذية متوازن.
*****طلب الدعم النفسي عند استمرار الأعراض.
2. علاج نفسي مختص عند الضرورة:
*العلاج المعرفي السلوكي (CBT): هو العلاج الأول الموصى به، حيث يُعالج الأفكار المشوَّهة المرتبطة بالامتحان.
**تقنيات اليقظة الذهنية (Mindfulness).
***أحيانا العلاج الدوائي المؤقت اذا استدعى الأمر.
دور الأهل: كيف يساعد الأهل أبناءهم؟
1. خلق بيئة آمنة عاطفيا:
*لا تجعل القبول أو الحب مشروطا بالعلامة.
**احتوِ مخاوف ابنك دون إطلاق أحكام مثل "تتوتر على لا شيء".
2. التقليل من الضغط:
*تجنّب العبارات مثل: "إذا رسبت ستندم"
**لا تقارن ابنك بالآخرين.
3. مساعدته في تنظيم الوقت:
*وفّر له مكانًا هادئا للدراسة.
**ساعده في عمل جدول دون اجباره عليه.
4. الاهتمام بالنوم والتغذية:
*النوم الكافي يخفف التوتر والعكس قلة النوم تزيد القلق.
5. مراقبة العلامات التحذيرية:
مثل البكاء المستمر، فقدان الشهية، الانسحاب، نوبات هلع.
في هذه الحالة، يُنصح بعرضه على اختصاصي نفسي.
6. كن قدوة في التعامل مع الضغوط:
لا تنقل توترك كأب/أم للطفل، بل كن هادئا متفهّما؟.
في عام 2023 نُشرت دراسة في المجلة السويسرية
(Frontiers in Psychology)
وُجد أن الطلاب الذين مارسوا تمارين اليقظة الذهنية (Mindfulness) مثل تمارين التنفس العميق وتقنية "5.4.3.2.1" و تقنية تأمل المشاعر و.. لمدة 4 أسابيع سجلوا انخفاضا بنسبة 23% في مؤشرات القلق، وزيادة بنسبة 11% في أدائهم الدراسي.
الدراسة شملت 600 طالبا جامعيا، وأوصت بدمج تقنيات التأمل واليقظة الذهنية وتمارين التنفس ضمن البرامج المدرسية.
اخيرا نقول ان قلق الامتحانات ليس ضعفا في الشخصية، بل حالة يمكن علاجها. وعندما يتعامل الأهل والمدرسة بوعي مع الطالب القَلِق، يمكن تحويل هذا التوتر إلى دافع إيجابي.
فبدلا من التوبيخ، المطلوب هو الدعم، التفهم، والاحتواء.