هل طفلي يحتاج إلى علاج نفسي؟ إشارات يجب الانتباه لها
في عالم تتزايد فيه الضغوط والتحديات النفسية، لم يعد الاهتمام بالصحة النفسية مقتصرًا على البالغين فقط. فالأطفال، مثلهم مثل الكبار، يمكن أن يعانوا من اضطرابات أو صعوبات نفسية تستدعي الدعم والتدخل المبكر. لكن كيف يمكن للأهل أن يعرفوا أن طفلهم يحتاج إلى علاج نفسي؟ ما هي العلامات التي لا يجب تجاهلها؟
1. تغيّرات مفاجئة في السلوك
إذا لاحظت أن طفلك أصبح عدوانيًا فجأة، أو انطوائيًا بعد أن كان اجتماعيًا، أو بدأ يفتعل نوبات غضب متكررة وغير مبررة، فقد تكون هذه مؤشرات على اضطراب نفسي كامن، مثل القلق أو الاكتئاب أو حتى اضطرابات التكيف.
2. مشاكل النوم أو الطعام
اضطرابات النوم مثل الأرق، الكوابيس المتكررة، أو التبول الليلي المفاجئ، وكذلك تغيّر الشهية بشكل كبير، قد تكون جميعها انعكاسات لمشكلة نفسية غير معروفة.
3. صعوبات في المدرسة
تراجع مفاجئ في الأداء الدراسي، أو مشاكل في التركيز والانتباه، أو رفض الذهاب إلى المدرسة بشكل مستمر، كلها علامات تحذيرية مهمة قد تشير إلى مشاكل نفسية كاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) أو القلق المدرسي.
4. الشكوى المتكررة من آلام جسدية دون سبب عضوي
إذا كان الطفل يشتكي باستمرار من صداع أو آلام في المعدة دون وجود سبب طبي واضح، فقد تكون هذه الآلام تعبيرًا عن ضيق نفسي أو قلق داخلي.
5. العزلة الاجتماعية أو غياب العلاقات
عدم القدرة على تكوين صداقات أو الرغبة الشديدة في الانعزال قد يكون مؤشرًا على اضطراب طيف التوحد، أو الاكتئاب، أو الرهاب الاجتماعي.
6. الحديث عن إيذاء النفس أو أفكار انتحارية
مهما بدا الأمر بسيطًا، فإن أي تلميح من الطفل عن رغبته في الموت، أو إيذاء نفسه، يجب أن يُؤخذ على محمل الجد ويستوجب تدخلًا نفسيًا فوريًا.
7. اللعب العنيف أو المثير للقلق
اللعب هو مرآة نفس الطفل. إذا لاحظت أن طفلك يكرر مشاهد عنف أو يعيد تمثيل مواقف مؤذية أو جنسية بطريقة غير ملائمة لعمره، فهذه قد تكون إشارة لصدمة نفسية أو تجربة غير مألوفة يجب التحقق منها.
متى أطلب المساعدة؟
ليس من الضروري الانتظار حتى تتفاقم الأمور. التدخل المبكر في الطفولة يمكن أن يصنع فارقًا كبيرًا في مسار النمو النفسي للطفل. لا تخف من طلب استشارة نفسية مختصة حتى لو لم تكن متأكدًا تمامًا. فالأخصائي النفسي يستطيع تقييم الحالة بدقة وتحديد ما إذا كان العلاج ضروريًا.
الصحة النفسية للطفل هي مسؤولية مشتركة
تذكّر أن الأطفال لا يمتلكون دائمًا القدرة على التعبير عن مشاعرهم بالكلام، بل يُظهرون ما يعانونه من خلال سلوكياتهم. كونك كأب أو أم تراقب هذه السلوكيات وتستجيب لها بوعي وحب هو أول خطوة نحو بناء مستقبل نفسي صحي وسليم لطفلك.
-